السؤال:
توفيت زوجتي يرحمها الله وتركت لي 4 أطفال أكبرهم عمره 14 سنة وهو لا يحترم زوجتي ولا يجلس معها للمذاكرة ويخرج للشارع، حيث إني أعاتبه على قلة احترامه مع خالته، فكيف أتصرف معه، مع العلم أن أخاه الذي يليه بدأ يقلده، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بداية نسأل الله أن يرحم زوجتك الأولى أم أولادك، وأن يبارك لك في زوجتك الجديدة.. ابنك في عمر حرج، قد ابتدأه مفتقدًا لجانب عاطفي كبير قد شكّل فراغًا كبيرًا في حياته ألا وهو فقدان أمه، وبعض الأولاد في تلك الحالة قد تتشكل لديه نظرة نفسية مشكلة نحو الزوجة الثانية، والتي يرى أنها أخذت مكان أمه، خصوصًا إذا لم تتفطن الأم الجديدة لذلك فتغمره عطفًا وحنانًا لتجنّب ذلك الشعور، وقد تلقى منه- رغم ذلك- صدودًا في بداية علاقتهما.
وفي مثل تلك الحالات يكون على الأب عبءٌ ثقيل في تكييف عواطف الأبناء لتقبّل الشكل الجديد من الحياة، كما يكون عليه عبء آخر أهم وأخطر وهو حسن اختيار الزوجة المناسبة لتلك الحالة، والتي تتطلب النظرة الحكيمة جدًّا للأمور كما تتطلب تفهيمها ما ستقدم عليه من مسئولية ويحسن أن تبدأ الزوجة الجديدة تلك الحياة بنية طيبة في رعاية هؤلاء الأولاد احتسابًا لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته فذلك قد يصبّرها على ما قد تلقاه من تعبهم ومشقة رعايتهم. وحيث إن الزواج قد تم فإن علينا التعامل مع الأمر الواقع الذي يستلزم مجموعة من التحركات تكون دفتها في يدك- على أني أؤكد معك على ضرورة اللجوء إلى الله سبحانه والدعاء له وإخراج الصدقات والأعمال الصالحة رغبة في أن يرعى الله أبناءك ويكلؤهم بحفظه سبحانه:
أولًا: تجاه الأم الجديدة:
1- يجب أن تراعي ظرفها، وأن تعينها على حل ما تجد من مشكلات من الأولاد، وألا تستخدم التعنيف معها أو الغلظة وألا تكثر من اتهامها بالتقصير في حقهم، حتى لا تنشئ لديها مشاعر سلبية تجاه الأولاد.
2- أكثر من تذكيرها بحق الله وبطاعته وبثوابها إذا هي قامت برعايتهم وأداء متطلباتهم.
3- كن حازمًا معها في أي موقف خاطئ أو سلبي وليكن عقابك وحسابك معها بعيدا عن الأولاد.
4- حاول أن تدفعها لإنشاء علاقة خاصة مع أولادك بعيدًا عنك فلا تجعلها تحكي لك كل شيء أو تشكو لك من كل مشكلة.
5- علمها أن تجعل من نفسها سبيلا لحل مشكلات ولدك وإخوته وأن تشاركهم طلباتهم وأن تكون في صفهم وتدعم مواقفهم الصحيحة.
6- عرّفها أن تكون هي لسانهم الطالب منك ما يحبون كرحلات أو ملابس أو أموال أو غيره.
7- اجعلها تذكر أمهم أمامهم بالخير دومًا وتذكر محاسنها وتترحم عليها.
ثانيًا: تجاه الأولاد:
1- أنصحك بفتح باب عاطفي قوي بينك وبين أبنائك وخصوصًا الكبير، ويتمثل في التفريغ الوجداني عن طريق سماعه والحكاية معه ومناقشته في مواضيع شتى.
2- يحسن إشغال الأولاد بأشياء مختلفة نافعة مع الدراسة خصوصًا ذلك الولد الأكبر بحيث تتوزع اهتماماته وتختلف انشغالاته نحو ما ينفع وما يمكنه أن يفرغ فيه طاقاته الحيوية مما يؤثر إيجابًا في راحته النفسية.
3- لابد من الاهتمام بإيجاد مرجعية خارجية للولد ويمكننا ذلك من خلال البحث عن مربٍ يمكن أن يرعاه ويتابعه في المدرسة أو في المسجد أو غيره ويشترط أن يكون المربي محبوبًا و ثقة عندك وعند الولد ليستمع إليه ويؤثر فيه.
4- البحث عن الإطار المرجعي من الصداقات حيث يحتاج الولد في تلك المرحلة لصداقات جيدة ويمكن لها أن تتواجد في جماعات المسجد أو غيرها من الجماعات النافعة التي تنشأ تحت رعاية الدعاة المصلحين.
5- أنصحك بعدم التعامل العنيف مع الولد في تلك المرحلة ولكن ليكن الحزم هو غلافك معه والعطف هو سبيلك والتفاهم هو أسلوبك. وفقك الله ورعاك.
الكاتب: خالد رُوشه.
المصدر: موقع المسلم.